توجيهٌ عام حول " قضيَّةِ رفض الوالدين للخُطَّاب " : أسبابها ، نتائجها ، توجيـــــــهات .



                  توجيهٌ عام حول  "  قضيَّةِ رفض الوالدين للخُطَّاب  "   :  أسبابها ، نتائجها ، توجيـــــــهات . 
الرفض المتواصل للخُطّاب مظهرٌ من مظاهر الاستبداد و التعسُّفِ في استعمالِ الولاية على البنت ، و هو شكلٌ من أشكالِ تضييعِ الأمانة [ يُسمَّى بالعضل ]. .
    أوَّلُ من عالجَ هذه الظاهرة النبيُّ صلى الله عليه وسلم  :
   ففي السنة القولية : نقرأ قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " [ حسن: سنن الترمذي 1084] .  فالواجب على الوالدين النظر في حال الخاطِبِ نظرًا شرعيًّا صحينحًا متوازنًا بعيدًا عن الهوى و التحيز و الحيف ، ولمصلحة البنت لا لمصلحة أي شخص كائنا من كان لأنها سوف تعيش معه .
    و في السنة العملية :  ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان :" إذا أراد أن يزوّجَ بنتًا من بناته جلس إلى خدرها،فقال: إن فلانًا يذكُرُ فلانة-يسمّيها ويسمّي الرجل الذي يذكُرُها- فإن هي سكتت زوَّجَها،أو إن هي كرهت نقرت الستر،فإذا نقرته لم يزوّجها "(الصحيحة2973) .    الله أكبر . . انظُر إلى صحبة البنت و رعاية اختيارها !
أسباب هذه الظاهرة :
 بعض البيوت وقعت في هذا بسبب :
 الغرور وشدَّة الاعتزاز بالبنت : ( الاعتزاز مطلوب ولكن بهذا الشكل هو صفةٌ مَرَضِيّة = تماما مثل قصَة الدب الذي قتل سيّدَهُ من شدّة الحرص عليه !! ) .
عدم تصور المصلحة الحقيقية للبنت : رفض الخُطاب بحثًا عن الفرصة الناعمة  =  التي لا توجدُ حتَّى في الأحلام ..!
تغليب المصلحة الذاتية على مصلحة البنت : بسبب كثرة الأشغال في البيت،وتراكم الأولاد يُحتفظ بالبنت للعمل..!!!  أو بسبب كون البنت تعمل ولها مدخول  يُحتفظ بها للاستفادة ..!!!
نتائجها :
زوال النعمة : الخُطَّابُ نعمةٌ يسوقُها اللهُ للبيوت[ بيتٌ لهُ القَبُول] ،عدم شُكرها أو التكبُّر على قَسْمِ الله للعبد يؤدّي إلى زوال النعم [ ويحصل الندم ] .
تقدُّم السِّن وبالتالي تقلُّص الحظّ في الزواج وتكوين أسرة  [ هذا واقع والمؤمن مطالب بتقديم الأسباب ].
المشاكل التي تترتب على عدم الزواج :  البنات أصناف  :
أ‌-                 مؤمنة صابرة محتسبة :  تحمل قيم إيمانية  تعصمها من الوقوع في العُقدِ النفسية  والانحرافات الأخلاقية[ يزوجها الله يوم القيامة بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر] .
ب‌-            ضعيفةُ الإيمان  : صبرُها ضعيف،واحتسابها ضعيف [ عُقد نفسية ، أو جُنون.. ..] .
ت‌-            الفتاةُ غيرُ المؤمنة : تأخذ طريق الانحرافات الأخلاقية . .  
الحلول والتوجيهات :
تصور المصلحة الحقيقية للبنت :  مصلحتها في الزواج ممن توفرت فيه الصفات الأساسية حتى وإن لم تتوفر فيه الصفات التفضيلية، في روايةٍ للترمذي عن أبي حاتم المُزَني t قال : قال r :" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد " ،قالوا : يا رسول الله وان كان فيه ؟ قال  :" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه " ثلاث مرات [ حسن: سنن الترمذي 1085] .   [ الجمال والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبلد كلها صفات تفضيلية  : قال تعالى : )وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم[ (النور32 ). 
سعي البنت لإيجاد الوسطاء بينها وبين والديها في حالة ثبوت العضل : الذين يحصل بتدخلهم التأثير والإقناع و النصرَةُ و تغليب مصلحتها الحقيقية . 
في الحالات المستعصية جدا : يُشرع رفع الأمر للحاكم للفصل فيها وفق ما تقتضيه مصلحة البنت ، وليس هذا آنئذٍ من العقوق .  
        



هل أعجبك الموضوع ؟

هناك 5 تعليقات:

  1. بارك الله فيكم ....نعم هذا المشكل الاجتماعي مطروح خاصة عند أسر معينة يدّعون أنهم من خيرة القوم و نحن في هذا الزمن ...هدانا الله جميعا

    ردحذف
  2. بارك الله فيك يادكتور رأئنا الكثير من هذه الحالات منها من ادى إلى الهروب من البيت ومنها من أدى إلى عزوف الخطاب حتى فات الأوان ومنها من أدى إلى ....
    عبد الرزاق

    ردحذف
  3. و فيكم بارك الله . . والله يؤلمنا هذا الموضوع أشد الألم من كثرة شكاية البنات ومن كثرة نتائجه الأليمة في الميدان نسأل الله السلامة والعافية و أن يرد المسلمين إلى الحق ردًّا جميلا

    ردحذف
  4. والله إنها الفتنة
    عبد الرزاق

    ردحذف

كافة الحقوق محفوظة 2015 © ملتقى النبلاء / المبرمج يوسف حجاب